اهم الاخبار

التسلخ في زمن الكورونا2

بقلم : ⁦✍️⁩ أ.. أحمد الصويعي 10 أبريل 2020

 

إن الانغماس في التفكير في مصائر بني البشر حول العالم في سياق التسلخ في زمن الكورونا لا ينفك عن سيادة حالة التوتر، و استبداد القلق على أوناس نحبهم،و ندرك أهميتهم في حياتنا ليس في إطار المفاهيم الكلاسكية بل من خلال أنسنة السلوك الإنساني فعلا، و وعياً من خلال تتبع تدفق المعلومات الإحصائية عن حالات الإصابة،و الشفاء ،و الموت و التدابير ،و التعليمات المتبعة في كل دولة بالإضافة إلى ترقب نتائج الأبحاث العلمية لإنتاج دواء يتغلب على الجائحة.

 

إن مشاهد الموت المتعاقبة من مختلف أنحاء الارض في وسائل الإعلام التقليدية، و الحديثة، و انتقالها من حيزها الخاص إلى العام جعل الكثير من الأولويات في اخر سلم الاهتمامات رغم أهميتها.

إن جائحة كورونا ارجعت مفهوم الدولة للواجهة، و عكست عدم صواب منظري مجتمع ما بعد الدولة

،فأثبتت الحالة السائدة أهمية الدولة، و قدرتها على اتخاذ القرارت الاستثنائية، و على التأهب، و الاستعداد لمواجهة الطوارئ،و احكام السيطرة على منافذها، و إنفاذ الوعي العام بقوة القانون، و عدد المستشفيات،و تجهيزاتها التي تتباين من دولة لأخرى.

 

في ذات الوقت أظهر وباء كورونا أن استجابة الدولة قد تكون مدروسة، و قد تكون غير ذلك، و إنما جاءت تحت وطأة ضغوط الرأي العام في زمن الكورونا تتجلى حقيقة محدودية إمكانيات الدولة في مواجهة الظروف الاستثنائية.

 

ليس هذا،فحسب لقد غيير الوباء السلوك الاتصالي للكثير من الناس حول العالم حيث يتتبع الجميع البيانات، و الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالميةومراكز مكافحةالأوبئةالمحلية،فالإمبراطور كوفيد 19 فرض نمط اتصالي جديد مصحوب بالخوف،و الفزع الشديد من أخطر مواجهة غير مرئية تخوضها البشرية في القرن الأول في الألفية الثالثة.

 

كيف سيتم رسم ملامح النظام العالمي الجديد الذي ستكون ذروته صراع اقتصادي محموم قد يفضي لحرب بين الصين الشعبية،و الولايات المتحدة الأمريكية،و الذي سيحدد قيادة العالم و يدخلهُ لمنعطف جديد للتخلص من القوة البشرية الزائدة عن الحاجة هناك طريقتان: الأولى القوة غير المنتجة،و التى لا تحمل رؤى، و تطلعات يتم التخلص منها في أتون الحروب،و الصراعات،و الطريقة الثانية،و هي جذب العقول المنتجة،و اليد العاملة لخدمة مشروع النظام العالمي الجديد من باب السيطرة على الكفاءات،و إدارتها...

 

و في هذا السياق نستشهد بالرؤية التى تنطلق من مجتمع الخمس الثري،و أربع أخماس فقراء حيث يختزل البرجماتيون في فيرموفت المستقبل في العددين 20إلى80 و إلى مصطلح (tittytainment) ،فحسب مايقولون، فإن 20بالمائة من السكان العالم العاملين ستكفي في القرن القادم للحفاظ على نشاط الاقتصاد الدولي، و يؤكد عملاق التجارة Washington Sy Cip هذا الرأي إذ يقول (( لن تكون هناك حاجة إلى أيدي عاملة أكثر من هذا، فخمس قوة العمل سيكفي لإنتاج جميع السلع،و لسد حاجة الخدمات الرفيعة القيمة التى يحتاج إليها المجتمع العالمي على حد تعبيره..

 

هذا يعني إن 20 بالمائة هي التى ستعمل،و تكسب المال،و تستهلك، و سيكون الأمر كذلك في كل بلد ورد هذا في كتاب فخ العولمة تأليف هانس ـ بيترمارتن ـ هارالد شومان ص 23 ...

أن ماتقدم دفعني لطرح السؤال التالي ماهو مصير الـ 80بالمائة من سكان العالم حينئد ؟؟ بكل تأكيد سيكون الفقر، و الافلاس في إنتظارهم،و هذا ما لا نريده لمجتمعنا،و للبشرية جمعاء..

إذا وجب التفكير خارج الكيس، و ادراك ماهية العالم مابعد كورونا.

يتبع