اهم الاخبار

بين معركة ليبيا البحرية بين عامي 1801-1805 وتحقيق إجلاء القواعد الأمريكية عن أرضنا

بقلم : ⁦✍️⁩أ.. أحمد الصويعي 11 يونيو 2020

 

في يوم 11/6/1970 مرحلة شاقة من مراحل النضال خاضها شعبنا بكل طاقاته، وسخر لها كل امكاناته، بقيادة القائد المنتصر بالله معمر القذافي و رفاقه الضباط الوحدويين الأحرار ، فلم يترك للمستعمر فرصة تمكنه من أخذ انفاسه أو من تنفيذ خططه وبلوغ مآربه»، بالعرق و الكفاح سجل القائد الخالد معمر القذافي تقويماً جديداً واضحاً لواحدة من اهم معارك النضال الوطني التي خاضها شعبنا في سبيل نيل استقلاله والتخلص من ربقة الاستعمار الأمريكي و غيره .

الاحادي عشر من يونيو محطة مضيئة في تاريخ ليبيا المعاصر عمدتها بدم ابنائها ، فالجلاء ثمرة لجهاد طويل ونضال مرير خاضهما الشعب العربي الليبي وتتويجاً لكفاح طويل امتد على مدار سنون لم تسكت فيها بنادق المجاهدين لمقارعة قوات الاحتلال الإيطالي و من قبله الأتراك والمخططات الاستعمارية الهادفة الى تقطيع اوصال الوطن العربي واقتطاع اجزاء منه وتكريس التجزئة التي افرزتها اتفاقية سايكس - بيكو التي وضعت ليبيا تحت نفوذ الانتداب البريطاني و الامريكي و الفرنسي ، لكن ما ان وطأت اقدام المستعمرين ارض ليبيا في كل الحقب حتى تحولت الى كتلة ملتهبة تحرق الطامعين بخيراتها، فقد جاء الرد عاصفاً قوياً بقدر ما اوتي ثوار الفاتح العظيم عزماً وتصميماً على انتزاع الحرية والدفاع عن وحدتهم الوطنية، فعمت الثورة كل المدن و القرى و الصحاري الليبية ، اتجاهات الصراع ووسائله آنذاك ممهورة بالتصميم الاكيد على انتزاع الحرية وتحقيق الاستقلال الوطني الحقيقي ، بعد انبلاج فجر ثورة الفاتح من سبتمبر في انحاء ليبيا وتكللت بجلاء القواعد الامريكية و البريطانية بالكامل في وقت قصير بعد ان قدم ابناء ليبيا الدم فداء وطنهم، ورغم محاولات الاستعمار لضرب الوحدة لشعبنا العربي الليبي من خلال العمل على نسج المؤامرات على اساس «فرق تسد» بهدف اضعاف الروح الثورية الصاعدة ، برزت في ليبيا على امتداد ارضها مظاهر الارادة الحرة، ومعالم صدق الانتماء الوطني والقومي الاصيل كسلاح فعال في طرد المحتلين، الامر الذي فوت الفرصة على المستعمرين في مسعاهم لضرب الوحدة الوطنية لشعبنا العربي الليبي ..

وامام هذه اللحمة الوطنية والاصرار على تحدي المستعمر الذي تأكد ان لا بقاء له في ليبيا، وان عليه الرحيل كما رحل اسلافه عن الارض العربية، فكان طرد المستعمر وتحقيق الاستقلال الوطني الحقيقي الذي ضمخ الارض بدماء الآباء و الأجداد

و سيظل يوم الاحادي عشر من يونيو يوم مجد و مصدر اعتزاز خالد يبعث فينا الفخر الجلي الذي يلهم الأجيال و يثري التاريخ فإن الجلاء سيبقى ماثلا في صفحات التاريخ المرصعة بالعز ،و الفخار ،ففي هذا التوقيت الصعب الذي تمر به ليبيا تتجلى أمامنا المخططات الاستعمارية التى أدخلت البلاد ،و العباد في أتون الفوضى الممنهجة منذ سنة 2011 لا سبيل للخروج من هذا المأزق إلا بتوحيد الصفوف ،و رصها لمقارعة التحديات التى تعصف بليبيا ،و مستقبل أبنائها لذلك يجب أن يتمسك الشعب الليبي بوحدة ترابه ،و سيادته فذلك أمر غير قابل للمساومة ،و التنازل ، و إرادة الشعب الليبي لا تعلو عليها أي إرادة خارجية أخرى و ضرورة توحيد قيادة العمل الوطني تحت قيادة الدكتور سيف الإسلام القذافيلتخليص ليبيا من حالة الوهن التى وصلت إليها بسبب انتشار الفوضى ،و العنف ،و استفحال الظلم و اقتتال ابناء الشعب الواحد تحت شعارات مصممة في دوائر المخابرات الأجنبية لذلك يجب إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة ،و تحقيق الوئام ،و السلام للوطن ،و أهله ،و ابعاد شبح الحرب ،و فتيلها عن الليبين لبناء دولة ديمقراطية قائمة على حقوق المواطنة ،و الإنتماء دون التوسل بالعنف ؛أو الأستقواء بالأجنبي ؛ أو محاولة تزوير النخب الوطنيةفي الختام نقول أن ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية عن أرض الوطن جزء لا يتجزأ من تاريخ ليبيا المعاصر ،و هو استكمال لتضحيات الأباء ،و الأجداد الذين سطروا البطولات بمداد من الدم لتحرير ليبيا من براثن الأستعمار و إن الصراع في ليبيا لم يعد صراع تقليدي على السلطة بل بات مسألة وطن يجب إنقاذه من مخاطر سوء الإدارة ،و التقسيم ،و التدخلات الخارجية، و الانهيار الذي يفتك به من كل حدب و صوب.